Jumat, 29 November 2013

انتاج الأصوات الصوائت

انتاج الأصوات الصوائت

        لأصوات اللغة (أية لغة) عدة تصنيفات ، أساسها التصنيف الثنائى المشهور و المعروف بالمصطلحين vowels, consonants. الأول نطلق عليه في الحديث ((الأصوات الصامتة)) ، (بالميم) و الثانى ((الأصوات الصائتة)) ، (بالهمز) أو الحركات[1].



تعريف
الحركات  vowelsهي القسم الثانى الرئيسى لأسوات اللغة . و يمكن تعرف الحركات بمجموعة من الخواص التي أشرنا إلى مجمولها سابقا عند تصنيف الأصوات إلي مجموعتها الرئيستين (الصوامت و الصوائت = الحركات) و التي نزيدها بيانا في هذا السياق . تنماز الحركات من غيرها من الأصوات بالخواص الأتية :

1)               مرور الحواء من الفم حرا طليقا في أثناء النطق بها ، دون عائق أو مانع يقطعه أو ينحو به نحو منافذ أخرى كجانبى الفم أو الأنف ، أو دون تضييق لمجراه فيحدث احتكاكا مسموعا . و تختلف الحركات نفسها في هذه الحرية المطلقة . فقد لوحظ أن الحركة (a)  (تقع الفتحة العربية في إطارها) هي ذات النصيب الأوفى من هذه الحرية . و من اللافت للنظر أن ابن جنى عند حديثه عن الألف (وهو القتحة الطويلة)  قد أدرك هذه الخاصة ، حيث أشار إلى ((اتساع مخرجه)) و خروج الهواء ممتدات حتى ينفد .

2)               الحركات غالبا ما تكون مجهورة في كل اللغات ، و ربما يقع بعضها مهموسا في بعض السياقات في بهض اللغات ، على ما يرى قوم من الدارسين ، و إن كان لم نلحظ هذا الهمس للحركات في اللغة العربية .

3)               الحركات أقوى الأصوات وضوحا في السمع most sonorious ، نتيجة للخاصتين السابقتين ، و الأول منهما بظجه خاص . و تختلف الحركات فيما بينهما في هذه الخاصة . فأقوى الحركات و أشدّها وضوحا هي الحركة (a) ، ثم تقل هذه الدرجة بالتدريج (مع بقاء خاصة الوضوح) على وجه التالى : ] >و ae  0 و eu و  [i بهذا الترتيب . (انطر الحركات المعيارية فيما بعد) .
و يزيد  Heffner (فى كتابه General Phonetic) الأمر بيانا لخاصة الوضوح هذه بالنسبة الأصوات اللغة جميعا (صوامت و حركات)، فيرتبها تصاعديا في درجة الوضوح على وجه التالى :
أقل الأصوات وضوحا فى السمع هي الأصوات المهموسة (من أي فئة من فئات الأصوات) مثل [h,s,f,k,t,p] ، ثم تزيد درجة الوضوح بالتدريج نسبيا حتى يصل إلى النهاية هكذا :
1)   الأـصوات المهجورة مثل [z,v,g,d,b] .
2)   الأصوات الأنفية و الجانبة [l, m, n]. و يضم إلى هذه المجموعة الصوت المرموز إليه فى كتابة الصوتية الدولية بالرمز ، و مثله فى العربية صوت التفشّى وهو الشين.
3)   أصوات  [r]و منها الراء .
4)   الحركات و هي نفسها متدرجة فى قوة الوضوح السمعى ، على الوجه التالى تصاعديا أيضا : [a – ae, - e, o, - I, u].

4)               الحركات و ظيفيا (لا نطقا فعليا) مقطعية syllabic ، بمعنى أنها أشدّ مكونات المقطع وضوحا فى السمع ، أو أنها العنصر الذى يقطع نبضات النفس فى مسيرة نطق المقطع .
و قد لاحظ بعض الدارسين أنّ بعض الأصوات الصامتة تحسب مقطعية أيضا فى بعض اللغات . وهذه الأصوات بالتحدسد هي : [n, m, l, r] ، بهذا الترتيب ، من حيث كثيرة أو أثل ورودها بهذه الصفة طبقا لسياقاتها فى هذه اللغات .
و معنى هذا أنّ الحركات دائما مقطعية ، ة أنّ الأصوات العربية المذكورة قد تكون مقطعية و غير مقطعية nonsyllabic طبقا للسياق فى اللفة المعينة [y, w] فلهما حالات الخاصة . هما مقطعيان فى حالات معينة و غير مقطعيات فى حالات أخرى . فهما مقطعيان إذا كانتا حركتين أو عنصرين من حركة مزدوجة (كما فى بعض اللغات كالانجليزيا) ، و هما غير مقطعيين إذا قاما بوظيفة الأصوات الصامته أي : عند كونهما أنصاف الحركات semi – vowels ، و بقية الأصوات (الصامتة) غير ما ذكر ليست مقطعية إذ هي فى مجموعها ليس ذات وضوح سمعى يؤهلها لهذه الوظيفة .
        و الحركات نصيب من النظر و الدرس عند علماء العربية ، و إن لم يمنحوها اهتماما يعدل أهميتها و وظيفتها فى بناء اللغوى ، و بخاصة فيما يتعلق بالحركات القاصرة (_َ_ِ_ُ) .
ولكنا مع ذالك ، لا ننفى معرفتهم بها و ادراكهم (نوع إدراك) بحقيقتها و خواصها نطقا و وظيفة . و من أهم هذه الإشارات فى سياقنا هذا مايلى :
1. قول ابن جنى ، و إنما سميت الحركة بذلك ((لأنها تحرك الحروف أي تقلقله)) و هذه خاصية نطقية للحركات قصيرها و طويلها على حدّ سواء .
2. إشارة أبى أسواد الدوالى إلى خاصة مميزة للحركات القصار (الفتحة و الكسرة و الضمة) عندما طلب إليه أن يضع علامات للشكل لضبط الكلام خوفا على كتاب الله من اللحن و التحريف . قال الشيخ بعد ما فكّر و تدبر : ((سأقرأ القرأن فإذا فتحت شفتي بالحرف فضع نقطة فوقه ، و إن كسرتها فضع نقطة تحته ، و إن ضممت شفتي فضع نقطة فوقه عن شماله)) . و معلوم أن وضع شفاه خاصة من الخواص التى تنماز بها الحركات من غيرها من الأصوات بل قل ، إنها – فى الوقت نفسه – معيار لتصنيف الحركات إلى أنواعها المختلفة . فقد أدرك هذا العبقرى فى هذا الزمن السحيق هذا المعنى ، حيث ميّز الفتحة بفتح الشفاه و الكسرة بكسرها و انفراجها و الضمة بضمها . و من هنا جاءت التسمية البارعة لهذه الحركات : الفتحة ،        و الضمة ، و الكسرة ، وفقا لهذا المعيار العام الذى تصنف على أساسه أنواع الحركات أو أنماطها ، وهو وضع الشفاه .
3. كثرة الحديث من الجميع عن حروف المد ، و هي الحركات الطويلة بالاصطلاح الحاضر ، و وصفو كيفيات نطقها و بينوا دورها فى بناء الكلام . و أشار ابن جنى إلى كيفيات نطقها بقوله ((فإن اتسع مخراج الحروف حتى لا ينقطع الصوت (الهواء) عن امتداده و استطالته استمر الصوت ممتدا حتى ينفد .. فيفضى حسيراإلى مخرج الهمزة فينقطع بالضرورة عندها ، إذا لم يجد منقطعا فيما فوقها . و الحروف التى اتسعت طخراجها ثلاثة : الألف ثم الياء ثم الواو )) . و معلوم أنّ ما يقال عن الحركات الطويلة ينطبق على الحركات القصيرة ، لأنها بعضها ، كما قرّروا هم، فما يتصف به الكل ينطبق على الجزء ، فهما متماثلان فى الكيف مختلفان فى الكم فقط duration .
4. أكدّ هذه العلاقة ((الكلية – الجزئية)) شيخهم الخليل بن أحمد ، عندما عمد إلى وضع العلامات المعروفة للحركة القصار (_َ_ِ_ُ) . أحسّالرجل بذوقه الموسيقى أنّ الفتحة نصف الألف نطقا ، و أنّ الكسرة نصف الياء و الضمة بعض الواو . فقرّر بذكائه و عبقريته ، (لما كانت الحركات أبعاد الحروف المدّ وجب أن تكون بهضها كتابا) . و من ثمّ جاءت العلامات المذكورة ، و إن فاته و ضعها فى صلب الكلمة ، الأمر الذى أدّى إلى صعوبات و مشكلات فى أداء الكلام و نطقه صحيحا صحة كاملة أحيانا.
و مهما يكون الأمر فإنّ الحركات فى اللغات المختلفة ، و اتفقت فيما بينها فى مجموعة من الخواص الأساسية مقارنة بالصوامت ، تلفها بعض السمات التى تفرق بينها فى الكم و الكيف ، الأمر الذى يؤدّى إلى صعوبة استعابها و أدائها أداء صحيحا ، و بخاصة إلى الانتقال من اللغة إلى أخرى . من هذه السمات أو الخواص النوعية ما يلى :
1. الحركات قد تأتى مفردة و مزودجة فى بعض اللغات ، فى حين تخلو لغات أخرى من هذه الخاصة ، ففى الإنجليزية مثلا تقع الحركات مفردة و مزدوجة كما فى النحوى [pei] pay ، ولكنها فى العربية لا تكون إلا المفردة . و القول بأن الواو و الياء فى نحو (حوض و بيت) يكوّنان عنصرا من حركة  مزدوحة قول غير الدقيق .
2. تختلف الحركات فى عددها من لغة إلى أخرى إختلافا كبيرا . و تستطيع أن تتأكد من ذالك حين تحاول المقارنة بين حركات اللغة العربية مثلا و حركات اللغة الإنجليزية . سوف يتبين  لك حسنئذ أن الحركات الأساسية فى اللغة العربية ثلاثة لأو ست إذا أخذت القصر و التول فى الحسبان ، فى حين أن الحركات الرئيسية فى اللغة الإنجليزيا إحدي و عشرون حركة بل ثنتان و عشرون إذا ضممنا إليها ما يعرف بالحركة المركزية []. و لا ندعو الحقيقة  إذا قرّرنا أن الحركات اللغة الواحدة تختلف فيما بينها من بيئة إلى أخرى . قارن مثلا حركات العربية حين يتكلم بها عراقى بحركات هذه اللغة ذاتية حين ينطق بها مصرى . سوف تجذ أنّ هناك قروقا دقيقة بين هذه الحراكات فى حالتين ، و سر هذا الخلاف يرجع إلى تأثير كل منها بعادات النطق المحلية ، أي إلى تأثيره بحركات لهجته الخاصة .
3. الحركات أصعب من الأصوات الصامتة فى النطق إلى حدّ ملحوظ . يظهر ذالك بخاصة عند الانتقال من اللغة اليومية إلى اللغة الأجنبتة .
4. كثيرا مما يجدث الخطأ فى النطق الحركات اللغة الأجنابية ، و يصبح هذا الخطأ عاملا من عوامل سوء الفهم ، وذالك لاخطلاط الأمر على المتكلم عند نطق باللغات الأجنبية ، حيث يقع فى وهم المماثلة بين حركات لغته التى ألفها و اعتاد عليها ، و حركات هذه اللغات ، فيأتى نطفه غير دقيق ، الأمر يقع أصحاب هذه اللغات الأجنبية فى لبس و عدم فهم أهيانا .
5. الخطأ فى نطق الحركات أوضح منه و أظهر فى نطق الأصوات الصامتة ، وذالك راجع إلى طبيعة الحركات فهى أوضح فى السمع و أقوى إذا قيست بالأصوات الصامتة ، و من ثمّ كان الخطأ فى الحركات يبدوا نابيا فى الآذان قير مستساغ و غير مقبول .       


    
  المراجع :
1.   علم الأصوات ، دكتور كمال بشر ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع شركة ذات مسؤولية محدودة .
2.   الصؤف و علم الأصوات ، دكتور ديزيره سقال ، دار المداقة العربية بيروت .
3.   علم الأصوات الفصل الثالث ، دكتور كمال بشر ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع شركة ذات مسؤولية محدودة .





[1] . التسمية (( بالأصوات الصامتة)) أفضل و أوضح من تسميتها بالأصوات الساكنة ، كما جرى عليه بعضهم ، ذلك لأن المصطلح ((ساكنة)) أو ((ساكن)) قد يأدى إلى لبس. أما التسمية بالحركات فهي تسمية جيدة مقبولة، و إن كان من الجائز تسميتها ((بالصائتة أو المصوتة)). و هناك من عالم عربى شارح مراح الأرواح (من علماء القرن التاسع الهجرى) استعمل المصطلح ((صامت)) ليعنى به ما سماه الأخرون بالصوت الساكن :consonant ((شرح مراح الأرواح للمولى شمس الدين أحمد المعروف بديكنقوز ، ص 120 )). وهذه في الرأينا بتسمية موفقة إلى حد بعيد . علم الأصوات ، دكتور كمال بشر ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع شركة ذات مسؤولية محدودة ، ص 149). 
|

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Sponsors : Best Themes | New WP Themes | Best Blogger Themes
Copyright © 2013. M Taufiq - All Rights Reserved
Template Design by Shihara | Published by New Blog Themes
Powered by Blogger