انتاج
الأصوات الصوائت
لأصوات اللغة (أية لغة) عدة
تصنيفات ، أساسها التصنيف الثنائى المشهور و المعروف بالمصطلحين vowels, consonants. الأول نطلق عليه في الحديث
((الأصوات الصامتة)) ، (بالميم) و الثانى ((الأصوات الصائتة)) ، (بالهمز) أو
الحركات[1].
تعريف
الحركات vowelsهي القسم الثانى الرئيسى لأسوات اللغة . و يمكن تعرف
الحركات بمجموعة من الخواص التي أشرنا إلى مجمولها سابقا عند تصنيف الأصوات إلي
مجموعتها الرئيستين (الصوامت و الصوائت = الحركات) و التي نزيدها بيانا في هذا
السياق . تنماز الحركات من غيرها من الأصوات بالخواص الأتية :
1)
مرور الحواء من الفم حرا طليقا في أثناء النطق بها ، دون
عائق أو مانع يقطعه أو ينحو به نحو منافذ أخرى كجانبى الفم أو الأنف ، أو دون
تضييق لمجراه فيحدث احتكاكا مسموعا . و تختلف الحركات نفسها في هذه الحرية المطلقة
. فقد لوحظ أن الحركة (a) (تقع الفتحة العربية في إطارها) هي ذات النصيب الأوفى من هذه
الحرية . و من اللافت للنظر أن ابن جنى عند حديثه عن الألف (وهو القتحة الطويلة) قد أدرك هذه
الخاصة ، حيث أشار إلى ((اتساع مخرجه)) و خروج الهواء ممتدات حتى ينفد .
2)
الحركات غالبا ما تكون مجهورة في كل اللغات ، و ربما يقع
بعضها مهموسا في بعض السياقات في بهض اللغات ، على ما يرى قوم من الدارسين ، و إن
كان لم نلحظ هذا الهمس للحركات في اللغة العربية .
3)
الحركات أقوى الأصوات وضوحا في السمع most sonorious ، نتيجة
للخاصتين السابقتين ، و الأول منهما بظجه خاص . و تختلف الحركات فيما بينهما في
هذه الخاصة . فأقوى الحركات و أشدّها وضوحا هي الحركة (a) ، ثم تقل هذه الدرجة بالتدريج (مع
بقاء خاصة الوضوح) على وجه التالى : ] >و ae 0 و e – u و [i بهذا الترتيب . (انطر الحركات المعيارية فيما بعد) .
و يزيد Heffner (فى كتابه General Phonetic) الأمر بيانا لخاصة الوضوح هذه
بالنسبة الأصوات اللغة جميعا (صوامت و حركات)، فيرتبها تصاعديا في درجة الوضوح على
وجه التالى :
أقل الأصوات وضوحا فى السمع هي الأصوات المهموسة (من أي
فئة من فئات الأصوات) مثل [h,s,f,k,t,p] ، ثم تزيد درجة الوضوح بالتدريج نسبيا حتى يصل إلى النهاية هكذا :
1) الأـصوات
المهجورة مثل [z,v,g,d,b] .
2) الأصوات
الأنفية و الجانبة [l, m, n]. و يضم إلى هذه المجموعة الصوت
المرموز إليه فى كتابة الصوتية الدولية بالرمز ، و مثله فى العربية صوت التفشّى
وهو الشين.
3) أصوات [r]و منها الراء .
4) الحركات و هي
نفسها متدرجة فى قوة الوضوح السمعى ، على الوجه التالى تصاعديا أيضا : [a – ae, - e, o, - I, u].
4)
الحركات و ظيفيا (لا نطقا فعليا) مقطعية syllabic ، بمعنى أنها أشدّ مكونات المقطع
وضوحا فى السمع ، أو أنها العنصر الذى يقطع نبضات النفس فى مسيرة نطق المقطع .
و قد لاحظ بعض الدارسين أنّ بعض الأصوات الصامتة تحسب
مقطعية أيضا فى بعض اللغات . وهذه الأصوات بالتحدسد هي : [n, m, l, r] ، بهذا الترتيب ، من حيث كثيرة أو
أثل ورودها بهذه الصفة طبقا لسياقاتها فى هذه اللغات .
و معنى هذا أنّ الحركات دائما مقطعية ، ة أنّ الأصوات
العربية المذكورة قد تكون مقطعية و غير مقطعية nonsyllabic طبقا للسياق فى اللفة المعينة [y, w] فلهما حالات الخاصة . هما مقطعيان
فى حالات معينة و غير مقطعيات فى حالات أخرى . فهما مقطعيان إذا كانتا حركتين أو عنصرين
من حركة مزدوجة (كما فى بعض اللغات كالانجليزيا) ، و هما غير مقطعيين إذا قاما
بوظيفة الأصوات الصامته أي : عند كونهما أنصاف الحركات semi – vowels ، و بقية
الأصوات (الصامتة) غير ما ذكر ليست مقطعية إذ هي فى مجموعها ليس ذات وضوح سمعى
يؤهلها لهذه الوظيفة .
و الحركات
نصيب من النظر و الدرس عند علماء العربية ، و إن لم يمنحوها اهتماما يعدل أهميتها
و وظيفتها فى بناء اللغوى ، و بخاصة فيما يتعلق بالحركات القاصرة (_َ_ِ_ُ) .
ولكنا مع ذالك ، لا ننفى معرفتهم بها و ادراكهم (نوع
إدراك) بحقيقتها و خواصها نطقا و وظيفة . و من أهم هذه الإشارات فى سياقنا هذا
مايلى :
1. قول ابن جنى ، و إنما سميت الحركة بذلك ((لأنها تحرك
الحروف أي تقلقله)) و هذه خاصية نطقية للحركات قصيرها و طويلها على حدّ سواء .
2. إشارة أبى أسواد الدوالى إلى خاصة مميزة للحركات
القصار (الفتحة و الكسرة و الضمة) عندما طلب إليه أن يضع علامات للشكل لضبط الكلام
خوفا على كتاب الله من اللحن و التحريف . قال الشيخ بعد ما فكّر و تدبر : ((سأقرأ
القرأن فإذا فتحت شفتي بالحرف فضع نقطة فوقه ، و إن كسرتها فضع نقطة تحته ، و إن
ضممت شفتي فضع نقطة فوقه عن شماله)) . و معلوم أن وضع شفاه خاصة من الخواص التى
تنماز بها الحركات من غيرها من الأصوات بل قل ، إنها – فى الوقت نفسه – معيار
لتصنيف الحركات إلى أنواعها المختلفة . فقد أدرك هذا العبقرى فى هذا الزمن السحيق
هذا المعنى ، حيث ميّز الفتحة بفتح الشفاه و الكسرة بكسرها و انفراجها و الضمة
بضمها . و من هنا جاءت التسمية البارعة لهذه الحركات : الفتحة ، و الضمة ، و الكسرة ، وفقا لهذا المعيار
العام الذى تصنف على أساسه أنواع الحركات أو أنماطها ، وهو وضع الشفاه .
3. كثرة الحديث من الجميع عن حروف المد ، و هي الحركات
الطويلة بالاصطلاح الحاضر ، و وصفو كيفيات نطقها و بينوا دورها فى بناء الكلام . و
أشار ابن جنى إلى كيفيات نطقها بقوله ((فإن اتسع مخراج الحروف حتى لا ينقطع الصوت
(الهواء) عن امتداده و استطالته استمر الصوت ممتدا حتى ينفد .. فيفضى حسيراإلى
مخرج الهمزة فينقطع بالضرورة عندها ، إذا لم يجد منقطعا فيما فوقها . و الحروف
التى اتسعت طخراجها ثلاثة : الألف ثم الياء ثم الواو )) . و معلوم أنّ ما يقال عن
الحركات الطويلة ينطبق على الحركات القصيرة ، لأنها بعضها ، كما قرّروا هم، فما
يتصف به الكل ينطبق على الجزء ، فهما متماثلان فى الكيف مختلفان فى الكم فقط duration .
4. أكدّ هذه العلاقة ((الكلية – الجزئية)) شيخهم الخليل
بن أحمد ، عندما عمد إلى وضع العلامات المعروفة للحركة القصار (_َ_ِ_ُ) .
أحسّالرجل بذوقه الموسيقى أنّ الفتحة نصف الألف نطقا ، و أنّ الكسرة نصف الياء و
الضمة بعض الواو . فقرّر بذكائه و عبقريته ، (لما كانت الحركات أبعاد الحروف المدّ
وجب أن تكون بهضها كتابا) . و من ثمّ جاءت العلامات المذكورة ، و إن فاته و ضعها
فى صلب الكلمة ، الأمر الذى أدّى إلى صعوبات و مشكلات فى أداء الكلام و نطقه صحيحا
صحة كاملة أحيانا.
و مهما يكون الأمر فإنّ الحركات فى اللغات المختلفة ، و اتفقت فيما بينها
فى مجموعة من الخواص الأساسية مقارنة بالصوامت ، تلفها بعض السمات التى تفرق بينها
فى الكم و الكيف ، الأمر الذى يؤدّى إلى صعوبة استعابها و أدائها أداء صحيحا ، و
بخاصة إلى الانتقال من اللغة إلى أخرى . من هذه السمات أو الخواص النوعية ما يلى :
1. الحركات قد تأتى مفردة و مزودجة فى بعض اللغات ، فى حين تخلو لغات أخرى
من هذه الخاصة ، ففى الإنجليزية مثلا تقع الحركات مفردة و مزدوجة كما فى النحوى [pei] pay ، ولكنها فى العربية لا تكون إلا
المفردة . و القول بأن الواو و الياء فى نحو (حوض و بيت) يكوّنان عنصرا من
حركة مزدوحة قول غير الدقيق .
2. تختلف الحركات فى عددها من لغة إلى أخرى إختلافا كبيرا . و تستطيع أن
تتأكد من ذالك حين تحاول المقارنة بين حركات اللغة العربية مثلا و حركات اللغة
الإنجليزية . سوف يتبين
لك حسنئذ أن
الحركات الأساسية فى اللغة العربية ثلاثة لأو ست إذا أخذت القصر و التول فى
الحسبان ، فى حين أن الحركات الرئيسية فى اللغة الإنجليزيا إحدي و عشرون حركة بل
ثنتان و عشرون إذا ضممنا إليها ما يعرف بالحركة المركزية []. و لا ندعو الحقيقة إذا قرّرنا أن الحركات اللغة الواحدة تختلف فيما بينها
من بيئة إلى أخرى . قارن مثلا حركات العربية حين يتكلم بها عراقى بحركات هذه اللغة
ذاتية حين ينطق بها مصرى . سوف تجذ أنّ هناك قروقا دقيقة بين هذه الحراكات فى
حالتين ، و سر هذا الخلاف يرجع إلى تأثير كل منها بعادات النطق المحلية ، أي إلى
تأثيره بحركات لهجته الخاصة .
3. الحركات أصعب من الأصوات الصامتة فى النطق إلى حدّ ملحوظ . يظهر ذالك
بخاصة عند الانتقال من اللغة اليومية إلى اللغة الأجنبتة .
4. كثيرا مما يجدث الخطأ فى النطق الحركات اللغة الأجنابية ، و يصبح هذا
الخطأ عاملا من عوامل سوء الفهم ، وذالك لاخطلاط الأمر على المتكلم عند نطق
باللغات الأجنبية ، حيث يقع فى وهم المماثلة بين حركات لغته التى ألفها و اعتاد
عليها ، و حركات هذه اللغات ، فيأتى نطفه غير دقيق ، الأمر يقع أصحاب هذه اللغات
الأجنبية فى لبس و عدم فهم أهيانا .
5. الخطأ فى نطق الحركات أوضح منه و أظهر فى نطق الأصوات الصامتة ، وذالك
راجع إلى طبيعة الحركات فهى أوضح فى السمع و أقوى إذا قيست بالأصوات الصامتة ، و
من ثمّ كان الخطأ فى الحركات يبدوا نابيا فى الآذان قير مستساغ و غير مقبول .
المراجع :
1.
علم
الأصوات ، دكتور كمال بشر ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع شركة ذات مسؤولية
محدودة .
2.
الصؤف
و علم الأصوات ، دكتور ديزيره سقال ، دار المداقة العربية بيروت .
3.
علم
الأصوات الفصل الثالث ، دكتور كمال بشر ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع شركة
ذات مسؤولية محدودة .
[1] . التسمية (( بالأصوات الصامتة)) أفضل و أوضح من تسميتها بالأصوات
الساكنة ، كما جرى عليه بعضهم ، ذلك لأن المصطلح ((ساكنة)) أو ((ساكن)) قد يأدى
إلى لبس. أما التسمية بالحركات فهي تسمية جيدة مقبولة، و إن كان من الجائز تسميتها
((بالصائتة أو المصوتة)). و هناك من عالم عربى شارح مراح الأرواح (من علماء القرن
التاسع الهجرى) استعمل المصطلح ((صامت)) ليعنى به ما سماه الأخرون بالصوت الساكن :consonant ((شرح مراح الأرواح للمولى شمس
الدين أحمد المعروف بديكنقوز ، ص 120 )). وهذه في الرأينا بتسمية موفقة إلى حد
بعيد . علم
الأصوات ، دكتور كمال بشر ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع شركة ذات مسؤولية
محدودة ، ص 149).
Tidak ada komentar:
Posting Komentar